التحية لمهندس العروض الرقمي، ولحروف منثورة للنشر الإلكتروني...



           
     
   

 يكفي هذا الكتاب وكاتبه ما قاله فيه مؤسس العروض الرقمي ومهندسه والمتحاور معه مهندس خشان محمد خشان من كونه يشكل محطة أساسية في العروض الرقمي، وأن العروض الرقمي بعده غيره قبله.

    يتناول كتاب: "مع مهندس العروض الرقمي، وقفات وتساؤلات"، في جزئه الأول   وقفات تمهيدية تهيئة لذهن القاريء للإلمام بها، ثم يناقشها المحاور عبر أسئلة تحتاج إجابات أو نقدٍ يلزمه تفسير، وقد جاءت تلك الوقفات كالتالي:"وقفة شعرية، وقفة ذاتية، وقفة اعتراضية، وقفة للتحية، وقفة تطبيقية، وقفة تاريخية، وقفة جمالية، وقفة تحليلية"، ولكل وقفة من تلك الوقفات مقدماتها التي استلزمت أن يكون التمهيد من جنسها، ولذا فقد كان من المحتَّم أن يسوق المحاور بعضًا من قصائد الشاعر خشان خشان وذلك في الوقفة الشعرية، لأن هناك ممن يتعاملون معه من القراء يقصرون علمه على العروض فقط، ويجهلون كونه شاعرًا قديرًا وذلك لشحه في نشر ما أبدع .

    استوفى العروضي الرائد خشان خشان هذا الجزء بوافر إجاباته الصريحة على كافة الأسئلة غير المهادنة، ولعل وقفة اعتراضية تشهد بقمة العدالة حين ساق المحاور أكثر الأقوال التي نالت العروض الرقمي وصاحبه بعلم أو بغيره، بفهم أو بالتهجم دون التفهم، والرجل لم يطالب بمحوها أو تخفيفها بل طالب بما فوق ذلك من الانتقاد له، لولا أن المحاور وجدها تتجاوز حدود النقد العلمي إلى التناول الشخصي المجافي للعلمية.

  تناول الكتاب في الجزء الثاني والأخير وقفة مع العروض الرقمي الخاص بالعروضي المؤسس المهندس خشان خشان، مع عرضه عرضًا جديدًا بعيدًا عن الإحالات والاستطرادات والتشتيت ليفهمه القاريء المحب للشعر بطريقة أسهل، وذلك باتباع المنهج الرأسي في تناول العروض الرقمي، ثم عرضه بالمنهج الأفقي من خلال تقديم نموذج موجز للدورة الأولى ودروسها انتهاءً بتقديم موجز للتصور الكلي للعروض الرقمي، وقد أتى هذا مسبوقًا بالتعرض للتصور الكلي لمنهج العبقري الخليل بن أحمد الذي ينتمي إليه العروض الرقمي.

    وللتاريخ كتبت في صلب الكتاب أن الرجل لم يكن يعلم أنني أطمع في محاورته، وكان غاية ما أروم منه الموافقة بعمل حوار في مقالة، وذكرت أن مهمتي ستكون صعبة؛ فالرجل كتاب مفتوح من حيث ما يقول، وكتاب مغلق من حيث من هو، ولم أجد عنه إلا النزر اليسير الذي لايقوم ببحث أو دراسة عنه يساعدني في الكتابة عنه بغير حوار وكفى، فما كان إلا أن كلمته على الخاص وطرحت فكرة الحوار مشفوعة بحواراتي الحالية والسابقة، وافق الرجل وسأل أين سيكون النشر فأجبت، فأرسل لي عدة روابط كان يظن أنني لم أقرأها، ثم قفزت في ذهني أن رجلًا مثل هذا لا يكفيه حوار واحد بل كتاب، سهرت على إعداده شكلًا ومضمونًا، ولما انتهيت منه أرسلته إليه، ووافق أيضًا مشكورًا فأبحرنا معًا.

    حاولت في هذا الكتاب الفريد استقصاء أمواج وروافد هذا الرجل المحيط الرائد الذي أشهد أنني ما جبت غير ساحله، وأدعو غيري ممن هم أعلم مني من المتخصصين بدخول عالمه الثري البهي لدراسته ومناقشته وتحليل أقواله وأعماله، بما يعود بالنفع والفائدة على أهل الشعر وعلم العروض من كل حدب وصوب .

   فخالص التحية للفاضل المبجل المهندس خشان خشان الذي صبر على هذه المحاورات، وأخذت من وقته الثمين في الإجابة عليها كتابةً وحواراتٍ هاتفيًا في أوقات طويلة من أجزاء اليوم، ولم يتأفف الرجل أو يمانع بل كان أكثر مني نشاطًا وهمة.

  كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير للروائي القدير الأستاذ مروان محمد مؤسس دار حروف منثورة للنشر الإلكتروني الذي بذل جهدًا كبيرًا بين صفحات الكتاب وغلافه الرائع، ذلك أن هذا الكتاب كان حافلاً بالروابط والجداول والرسومات، والأرقام والأقواس، والصور، والألوان والترميز، فاحتاج عناية خاصة لكونه فريدًا فيما نشر في نفس الدار من كتب أو في غيرها وليس له سابق في علم العروض الرقمي.


هناك تعليق واحد :



  1. كلماتُ تبرِ حقّها التكريمُ ......... حيّاكَ ربي سيدي ابراهيمُ
    أنصفت منهاج الخليل بفقرةٍ ........ من نورها يتبدّد التعتيمُ
    لكأنها البشرى بفرض كفايةٍ.... وبه عن الأجيال سوف تقومُ
    ببيان حقٍّ في كتابكم الذي ..... ترنو لتقطف من جناه حلومُ
    لسواه قالوا في العلوم مناهجٌ ........ وله تفاصيلٌ بها تجسيمُ
    أوصافُه لا فكر يجمع بينها... . ظلم لعمري ذا المقال عظيمُ
    ستنيله منك البصيرةُ حقّه .... فاعزمْ فمثلك في الجليل عَزومُ
    والفكْرُ حارسُ كل منهجِ مبدإٍ .. بسوى حراسته المآل وخيمُ
    يا ربّ وفّقْ للصواب مسيرهُ .......... ليقومَ بالمرجوّ يا قيومُ

    ردحذف