* كل يوم تعـود حبيبتي (20-25) *



* مِـنْ أرضٍ أخـرى تجيء حبيبتي، إذا ما ناديتُهـا بُكـرةً، من أرضٍ تسلِّم عـلى هــوائهـا البلـيل، إذا ناديتُهـا وقت الشفق، ومن أرضٍ فُصِـلت عن أرضِي ببحـرٍ أزرق الجـرح إذا ما قطعَتْهُ ميـلاً، تبـاعدَتْ أَرْضُونـا بينَ الحبِّ وبينَ العِشــرة ميـلاً... فلا تأسـى عينُكِ حبيبتي، فإمَّـا أن نزلفَ بعيــدين، وإمــا أن نمــوتَ فنَعذرَ الأرضين *

* القصة ليس في حبيبتي... ليست في يومها... ليست في عودتها... وليست في حقيبتها؛ أنـا الشـاهد... أنا هي... أنـا قمرُهــا و كالديـرا *

* أف، تعـودُ ولا حقيبة! *

* قــرود الليمــور رئيسيــات عليــا حبيبتي، ستـة أنــواع من البــاوبـاب اعتبــار أولي لفصيــلة الخبــازيَّــات، ومـا دمتِ تـريدين أن تسميها شجـرة خبـز القــرود فسأسميهــا كذلك لأجلك. لكن، دعْكِ من "مدغشقر"؛ فليسَ فيهــا ورقــة آيــلة للســقوط، كما نحنُ! و تعـالَي أصَـوِّرْ لكِ جفــافَ دمِ العنقــاءِ الذي ما إن سـال نبتَتْ منه شجــرة يمنيَّة الموطن، أعجميَّة السحــر، عصيَّة على التــأويل؛ قــالوا: نبتت من دم الصـراع القديــم، وقالوا: نبتت من دم الأخـوين هابيــل وقــابيل؛ حتى اختلطت التــأويــلات وجئتُ أســألكِ أنتِ، يـا مَـن يحــارُ منكِ عمُّكِ حينـاً، ويُواصـلُ في صــبرهِ صبـرَ الدمِ يَلُـوحُ في التــاريخ حينـاً آخـر، يقُصُّ عليكِ نبــأ مـا جــاءَ به عِطـرُكِ على حَيٍّ أبتْ شعــابُه أن تحــوزَه، ومـا لبثَ يحـارُ، وكم يحـار! و يقصُّ عليكِ ما يقصُّ حتى تعطَّـلَت منهُ رجاحته، وسلبتِ منهُ كُـلَّ حِسٍّ يذوبُ فيه العطـرِ. وعدتِ إليَّ أحدثك بأنَّــا في صمــيم عشق *

* كـل يوم تعـود حبيبتي وهي تحمــل حكــاية النبــلاء و الســفهاء... بعــد الحـب، في حقيبتهـا، فترويهـا لجدهــا. فيــقول: تعجبني هذه الأرواح أنشــودة تختـرق النــار سفـاهة، ولـوناً لتداخل القمـر بزنبقـة الجبـل في حلكـة نبيـلة، ومعجـزة في الخــلود، وآيـلة للانصــهـار، فتدرك أنَّ مصـبها مـالحٌ، وتدركُ أنه وإن مـرًّت في هزيـجٍ حـالك ستستمرئ الحب وتحبذه لتحـوك آخر نسج روحيٍ في حضـرة الآلهة الأثينية *

ليست هناك تعليقات :