* العشق القاتل *

*العشق القاتل*

بَعدَ فترةٍ مِنَ الهَجر، ﺟَﻠﺴﻨﺎ في مكانٍ هادِئ، على ﻃﺎﻭﻟﺔٍ ﻣُﺴﺘﻄﻴﻠﺔ الشّكل، ﺃﻟﻘﻴﻨﺎ ﻧﻈﺮةً ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻷ‌ﻃﺒﺎﻕ و المشروبات، ﺩﻭﻥَ ﺃﻥ ﻧُﻠﻘﻲ التحيّةْ أو مُجرّد ﻧَﻈرةٍ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻨﺎ بعضاً، ﻃﻠﺒﻨﺎ ﺑَﺪَﻝ ﺍﻟﺸﺎﻱ، ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺍلهَذيَان، ﻭ طبقاً ﺃساسيّاً ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ، و مُقبّلات، من الكلمات القاتلة، ثُمّ وضعنا ﻗﻠﻴﻼ‌ً ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻓﻲ ﻛﺄﺱ النسيان، و ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ اثناءَ صَمتنا العجيب، و عِندما انتهينا ممّا تناولنا، أتى النّادل حتّى يأخذ ما على طاولتنا، ثُمّ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺟُﻨﻮﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﺟُﻴﻮﺑﻨﺎ، و دفعنا هُمومَنا من عيوبنا، و وضعنا ﺷﻮﻗﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺔ حقدنا و غادرنا ... غادرنا و نحنُ نُراقبُ بعضنا بعضاً من بعيد، وَسَطَ أجواءٍ ماطِرة، يصحبها بردٌ شديد، أجسادنا من شدّة البرد أصبحَتْ كـالجّليد، كُل منّا يريدُ أنْ يَقتربَ منَ الآخر، و لكنْ، كانَتْ هُناكَ أشياء، أشياءٌ بـ داخِلنا تمنعُنا، دُموعنا، كِبرياؤنا، تكبُّرنا، تكبَّرُ كُلِّ واحدٍ مِنّا على الآخر رُغمَ حَماقتنا، لا أحَدَ مِنّا أرادَ أنْ يَتنازَل، لا أحدَ مِنّا أرادَ ان يُظهر ضعفهُ أمامَ الآخر، و الوقتُ يَمضي و يَمضي و يَمضي ودقّات قلوبنا تتراقص عليها الآلام، الأوهام، الأحلام، الأحلام الّتي كُنا نرسمُها على سُحُب السّماء، بـكُلّ صباحٍ و مَساء، و بَعدَها لمْ يَكُنْ أمامَنا سِوى الرّحيل، رحيل كُلٍّ مِنّا الى نُزُلهِ الهَزيل، و النّوم كأنّهُ قتيل، قتيلٌ للعِشقْ بَعدَ قليل.

#محمد_خوران_حتوقي

ليست هناك تعليقات :