* كل يـوم تعود حبيبتي (40) *


* اليوم تعود حبيبتي بغير وجهها الصَّــبوحِ الذي ألِـفْتُ رؤيته. جلستْ معي على الأريكـة، أخرجتِ الكتـاب الذي تطـالعه دائماً... و أنا تابعتُ النظر إلى تلاميحها: ملطخٌ بالدم من آثار الجرح في خدها الأيمن، ولما التفَّتْ نحو الجهة اليسرى تنظرُ من النافذة، فإذا بخدها الأيسر الكثـيرُ من الكدمات، ونصيب جبينها من ازدحـام الخربشات كبير، استطعت قراءة بعضها: "ظـلام"، "قمح"، "طفل"، "هـواء"، "صمت"، "آلهة"، "أنثى". فتنظر حبيبتي إليَّ باستغرابِ نظري إليها و أسـائلُ نفسي: ألا تتألم؟ كيف تحتمل كل ما جـرى لها؟ و ماذا بالفعل قد حدث؟ و مع ذلك لم أسألها أي سـؤال! فحبيبتي لا تحِبُّ الأسئلة.

   نظرتْ إليَّ ثـانيةً و كأنها تريدُ أن تسألني لمِ أنظر إليها بهذه الطريقة؟! لكنها قامت و اتجهت نحو الغـرفة السريـة، ثم عادت بعد لحظـات لا أرى شيئاً على وجهها: لا جروح، لا كدمات، و لا خربشـات! فبادرت: هل شاهدتِ المشـاجرة التي حصلت في الخـارج، لقد سمعتُ صيـاحـاً جماً و قتالاً طويلاً ؟ فأجابتني: نعم، كنتُ قادمة باتجاه المنزل فرأيتها، لم أتبين منها شيئاً، فقد كانت بعيدة جداً عني. تعجَّبتُ جداً و لم أعَقِّـب! *

ليست هناك تعليقات :