* كل يـوم تعـود حبيبتي (32-36) *


32* كل يوم تعـودُ حبيبتي ونظرها متعلق بباب قديم؛ هنالك يدخـلُ منه ويخرجُ منه بنو البشـر، تعشعش فوقـه نِغــرانُ العصـافير ويُسجنُ في ثقبه مفتـاحٌ يلعنُ حضـارة الخـوابير فـلا مزلاجُ الخشبِ يشفَعُ للمفتـاح المأسـور، ولا شكل الثقب وحجمه يناسبُ أخـاديد المفتـاح. إلا أنه فيه غـاف وحيد، معـلَّقٌ بلا حيلة إلى أن يَضــيع بحضـارة أخـرى لباب آخر*

36* هـاه! حكـاية من ضحك؛ لمَّـا تعــودي إليَّ حبيبتي. هــاه! حكــاية من وعيــد؛ إذا ما عدتِ وحيـدة. هــاه! حكـاية في النَّــوح على مـا تحمليــن في حقيبتك على ظهـرك؛ حكــايتك أنتِ مع طفلة صغيــرة تلوكهـا شقوق الحقيــقة وتدفنها بغـورِ سحيـق و أمَّهــا. هــاه، حكــاية التثـاؤب؛ إذا ما أسهبتِ فيما تعي تلك الطفلة لما يمرُّ عليهــا وهي تجلسُ بجـانب والدتهـا التي تبيـع اللاشيء في الشــارع وكـلَّ شيء بالنسبةِ لهمــا؛ يلتقِمُهمــا مـاضٍ بعيـــد؛ أبعد من امتداد بصرهمــا، وتـرحٌ يفتكُ بجمــالِ الطفـلة وشبـاب الأم، وتلهُّفٌ للثمن البخس الذي ستحصلان عليــه لتعـودا إلى فراشهما المطرز بتـأخيخِهما تــارةً و أخـرى بالأنين. تُجَمجِـمُ الحقيبــة: لقد تهــاويْتُ؛ أيبيعُ ذاكَ الجبـان فراش والدتـه ليحصلَ على حبة زيتون جـافة؟! ومتى دخلتِ الغـرفة الســرية تبعثـرين كـلَّ ما فيــها من أدوارٍ بشعـة ممَّـا مَثَّلْتِ أمــام العيـان وتخرجين.
أراكِ اليــومَ لا تذهبين لجدك، أكبــرَ المسـاندين، فقد كـان أكبـرَ الخاذلين لصدقِ عـودتكِ وحيــدة! حتى من تسمينَه خـالاً لك، خذلك حبيبتي، فتعـودين وحيــدة أكثـر. فــأنا أنتِ الوحدة تعــودُ بنا إلى تشققات شــارع يفضي إلى توسُّــعٍ بعيد حقاً، نحــو أخــاديد القمـرِ الشامخة بهــالته في ظلام *

ليست هناك تعليقات :