الغضب ...



أن يغضب أي إنسان فهذا
أمر سهل ... لكن أن تغضب
من الشخص المناسب وفي
الوقت المناسب وللهدف
المناسب وبالأسلوب المناسب
... فليس هذا بالأمر
السهل...
من كتاب أرسطو
الأخلاق إلى نيقوماخوس

تعتبر هذه الفترة من تاريخ البشرية من أخطر المراحل التي نمر بها، فما نشاهده من مظاهر القتل والتدمير يمثل غضب النفس البشرية بأبشع اشكالها، ومهما تكن أسباب هذا الغضب من نزعات طائفية او دينية يرد الى سبب واحد هو قدرة الفرد على التعبير عن غضبه والتحكم به.
إن ما قدمه العلم من وسائل وأساليب مبتكرة حديثا جعلنا نرى رؤية العين ما كان غامضا في الدماغ البشري .. كيف يعمل بخلاياه المعقدة وكيف نشعر وكيف نفكر او نتخيل او نحلم بهذا جعلنا نفهم بوضوح كيف تحركنا مراكز الدماغ الخاصة بالعاطفة فنشعر بالغضب او نبكي او نفرح وكيف توجه أجزاء الدماغ الأقدم والتي تدفعنا على ان نخوض حرباً، وبهذا وضع العلم الحديث الوانا من العلاج لأزمتنا العاطفية الجماعية.
من المؤكد أن الانانية والعنف والخواء الروحي اهم الأسباب لسوء حياتنا الاجتماعية هنا تأتي أهمية الذكاء العاطفي الذي هو الإحساس بالشخصية والاستعدادات الأخلاقية الفطرية ، ذلك أن الانفعال عند الانسان ما هو الا واسطة العاطفة ، وبذرة الانفعال هو شعور يتفجر داخل الانسان للتعبير عن نفسه وهناك من يكونوا أسرى انفعالاتهم الغير قادرين على ضبط النفس وهم أفراد يعانون من عجز أخلاقي فالقدرة على السيطرة على الانفعال هي أساس الإرادة وأساس الشخصية كما أن أساس مشاعر الإيثار إنما تكمن في التعاطف الوجداني مع الأخرين ولا تتم إلا في القدرة على قراءة عواطفهم ، وكم نحن في هذه المرحلة لهذان الموقفان الأخلاقيان ضبط النفس والرأفة .

وإن كان هناك علاج فهو يكمن بضرورة أن نعد أطفالنا لمواجهة الحياة إذ اننا الأن نترك أمر التعليم العاطفي للمصادفة وهذا ما يترتب عليه عواقب وخيمة، فلا بد من ان يكون دورا للمدرسة في الطلاع على أهمية الذكاء العاطفي من أجل تعليم طلابها لتجتمع عند الطفل ثقافتي العقل والقلب، ومن هنا تأتي أهمية وضع منهج دراسي لغرس قدرات مثل التعاطف مع الآخرين وضبط النفس والوعي بالذات وفن الاستماع وحل الصراعات والتعاون.

ليست هناك تعليقات :