الأوركيدا

عندما انحنت بجسدها الغض وقبلت وجنتيه، وبان له من فتنتها ما قد جرفه بتيار ما يسمى الحب.. حينها و لأول مرة شعر بتلك الوخزة في جسده، والتي جعلته يتحرق لضمها إلى صدره وطبع مئات من القبلات على جسدها المغتسل بعطر الأوركيدا...

لكنه لم يستطع فعل ذلك، ولم يكن بمقدوره الإتيان بأي مما تمنى لأنها ببساطة تلاشت كتلك الغشاوة التي رآها فيها.. وقد قلبت موازيين حياته..

لم يعرف أكان  وسواس قد أفرز سمومه في حياته؟ فما يستطيع تغير شيء.. أم هو على موعد مع قدر ما في زمن لم يعرف تقديره بعد؟ ما كان من حاله سوى الغثيان والشعور بالاشمئزاز واستحال شبحا قابعا في إحدى زوايا حجرته القميئة، التي ضاقت عليه جدرانها مجرجرا رائحة الرطوبة والعفونة لتفوح من جسده، والأسمال البالية معلقة على الجدران العتيقة، التي تفيق كل يوم على شرخ جديد في إحدى واجهاتها، وبصاق العابرين ممن أجبر نفسه على جعلهم يفرزون بلزوجتهم سحابة من ضيق وكآبة على ما تبقى من حياته.


ليست هناك تعليقات :