الشـــاهــــــدة .. نص للشاعر درغام سفان


يقدِمُ الشهداءْ
على سُرُرٍ من دماءْ

أعرف الآن أكثر من أيِّ وقتٍ مضى
حينما كانتِ الشمس تنهض من خِدْرها
وشجيراتُ نخلٍ على البعد
تُرخي جدائلها في حياءْ
ثم تسحب عنها الغطاءْ
وتغوص رويداً... رويداً بوهج الضياءْ
كان يمسح عن مقلتيه الهزيعَ الأخيرَ من الليل... والحلمِ
رجلاه في القيد
والأرض فسحة زنزانةٍ عاريه...!
وثمة جمع كلاب مبقّعةٍ
من مخالبها تبصق الطلقاتْ!!
   
قالت الرصاصة:
لم يترنحْ كثيراً... ولم يبتسمْ
حين فاجأتُهُ بعُريي لكي أستحم!!
رفرفتْ صرخةٌ في الهواءْ
وتدفق سيل دماءْ
قالت الأرض:
هذا بذاري ومائي
اتركوه لصدريَ
لا ساعدٌ يحتويه سوايَ
ولا امرأةٌ ترتديه سواي
اتركوه بلا شاهدٍ أو كفن
سوف أبعثه في مدار الفصول!!
   
مرحباً أيها الموتُ
أيتها الشرفات البخيلةُ
والكلمات النحيلةُ
هذا دمٌ في الوسادةِ...!
كيف إذاً يلبس الحلم فستانه الذهبيَّ... ويأتي
دم في الشوارع كيف نسمّيه?
مَنْ يتهجاه...?
يُرسل فينا نبوءته
قبل أن يعشب الرمل
أو تنطفي نجمة الصبح مقهورةً
ويضيعَ الطريق...






































ليست هناك تعليقات :