تاريخ النصوص التوراتية بين العلم والتكنولوجيا




تجادل العلماء مطولاً حول تاريخ كتابة النصوص التوراتية، فيما اتفق الخبراء على أن النصوص الرئيسية كتبت في بداية القرن السابع قبل الميلاد. تشير دراسةٌ تحليلية، قام بها باحثون اسرائيليون على نقوش تم العثور عليها في حصن عراد، تشيرُ إلى أن مملكة يهوذا كانت تتمتع بمستوىً ثقافي عالٍ بحسب عالم الآثار فينكلشتاين: “تفحصنا عدد الناسخين في ستة عشر نقشاً عثر عليها في تل عراد. واكتشفنا أنه كان هناك ستة كتّاب وأن ذلك المستوى الثقافي يعود في سلسلة القيادة في مملكة يهوذا إلى المسؤول العسكري للقلعة. هذا يعني أنه كان هناك نظامٌ تعليميٌ في مملكة يهوذا، وأنها كانت أكثر ثقافةً مما كنا نعتقد من قبل. وهذا ينعكس، بطبيعة الحال، على الأسئلة الكبيرة حول تكوين النصوص التوراتية”.
الدراسة الحديثة التي نشرت في أوراق الأكاديمية الوطنية للعلوم، جمعت كلاً من علم الآثار والتاريخ اليهودي والرياضيات التطبيقية. واستخدم الفريق تصويراً متعدد الأطياف، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه التكنولوجيا لإعادة بناء وتحليل خط اليد على النقوش العبرية القديمة.ويقول طالب دكتوراه في جامعة تل أبيب:
“في مشروعنا هذا، نحن نتعامل مع نصوصٍ قديمةٍ جداً. وعلى سبيل المثال، إذا نظرنا إلى أحد الأحرف، فإننا بالكاد نستطيع رؤيته. وكخطوة أولى نحتاج إلى إعادة تشكيل هذا الحرف، وعندها فقط، تبدأ عملية تحديد أو تحليل المؤلفين المتعددين”. إن إثبات صحة ارتفاع المستوى الثقافي في مملكة يهوذا التي دمرت في العام 586 قبل الميلاد، من شأنه تأكيد فكرة أن بعض النصوص التوراتية تم كتابتها في تلك الحُقبة.

بقلم كارولين الكناني

ليست هناك تعليقات :