* كل يوم تعـود حبيبتي (80-100) *


* و لـو أنَّ الوعـدَ بغيـرِ الـوعـدِ يـكون، إلا أنَّنــا نَقبــل لأنــه فقط... "منهم" *

* قبضة من ظـلام... تخرج الظلمة من بين أصـابعه قليـلاً قليـلاً وهو يُـراعي الشفق... يُنقِّـل الظلام بين يديه....... *

* تحدثني حبيبتي عن المـاء إذا يبس، و عن المـاء إذا أُزبِد، و عنه إذا تبخـر... تحدثني عن المـاء يصيـرُ دخـاناً لو قبضتَ عليه فتقول: "سُـوِّيَ الكـون".*

* هـل يمكنُ أن أطـأ الشمسَ أو جذع النخـل إذا نمـا أو البحـر إذا امتدَّ أو أقبِّلَ الشفق فلونه الأجمـل؟ *

* يؤمِّنُكِ يوجـودِ زوجته و أنت تعلمينَ كم يريدك حتى مع الأمـان الذي يؤمِّنُكِ إيـاه *

* لمـاذا يتردَّدُ عليكِ حبيبتي، أربع مـراتٍ في سـاعة؟! *

* كنتِ حبيبتي مثــوىً حُفِظَـتْ فيه الأمــانة *

* "لأمـر مـا بـاعت هذه المـرأة سمسماً مقشــوراً"، حبيبتي! *

* تَسبَحُ حبيبتي في الرمـل، فتسمَعُ صـوتَ الأضـواء في ذراتِـهِ تُعلِّمهـا الغنــاء. كلَّمـا نسِيَتِ الهـارمونيـكا لحنَهـا، تذكرينها أنتِ باللحن*

* تعـودُ حبيبتي بـاكراً هذا الصبــاح، حـاملةً بين يديهـا كفنَ (فرنكـاتٍ)، دفنهـا سـائق سيـارة الأجـرة حينَ رفض أن يحملها مجـردة كما هي بين يديه حتى يعطيهـا الباقي، و لا يلمسُ يديهـا *

90* تعـود كـلُّ يـومٍ حبيبتي وهي تجـاهِدُ ضدَّ الصـوتِ و انقضـاء الضـوء، حتى جـاهدَ معهـا ضيـاءُ عينيهـا لتقـرأ قصـة كـان جدُّهـا قد اعتاد أن يقرأهـا لها *

* هـذا المسـاء لا تنتظر حبيبتي من جدها أن يروي لها حكـاية بل تعـود وفي حقيبتها ثلاث حكايا: سلطـة قشـور و مثلث صـوت و ثلاث شيـوخ بلحىً بيضـاء، ترويها له *

* كل يـومٍ تعـود حبيبتي إلى ذات الغـرفة، إلى ذات الحضن، حضن جدهـا، تلازمُهُ، لا تـروي له حكـايا وقوفها كل يوم في المكان نفسه  تصـور عـودة الطـائرات، حقيبتها تفعل *

* ارتدى اليـوم غطـاء بلونِ الأريكـة وجلس عليهـا، فلا تكـاد تميـز الأريكـة منه، مستعمـلاً التمـويه! *

* حـتى الشمس تحـولت، صُيِّـرت على قدِمه اليمنى بقعـة بـلون جـلدِهِ، جمـرةٌ بقدِمـه اليسرى لكنهـا صغيـرة، قَدْرَ سنه و صغر قدمه... تُعطيـه حبـة يقـايُضهـا قطْفـاً * 

* تعـود اليـوم بشكـلٍ غريـب؛ بكـوفية بيضـاء، ثقيلة جداً على رأسهـا تتشـابه خيـوطهـا مع ندوب الأرض المقدسة، و منسـوجة بورق الزيتون *

* الحقيبة ذرابُ حبيبتي، تعــودُ وهي يتجرعان بعضهما البعض، وجدُّهـا نائم اليـوم *

* كل يـوم حبيبتي تعـود ذرَّافـةً للأوزار، تـزرَدُ الملحَ جـوعاً من فقر المديـنة، وزخَفُ حقيبتها داسته هُـوة سحيقة * 

* كــل صبــاح تخـرج حبيبتي بابتســامة استعارتهــا من نقــاء ثلـج (ينايـر)، و تعـود في (فبراير) بابتســامة أحـلى من القـلب، فتنتظر (مـارس) من أجـل شمس اللـوز حتى تَسْــمَرَّ و جدَّهــا. *

* يا حبيبتي، كم تعــودين بعطــر البــارود كــلَّ مســاء، و تلملمين أضــواء الشمسِ تهبينَهُ للشَّــاهد علينــا... أيــا حبيبة روحــي، كم تعـودين بحب جديد، فهـل تراه يُجدي؟!، ويا حبيبة اللـوز في إبــريل دعكِ من العقيق فــلن يحوز لــونهُ بــريقاً من عينيكِ لجمــاله، قدر ما تلــمعُ جــلُّ الجــوهرة برؤيتك *

* في اليوم تعـود حبيبتي وهي ترتدي طوقـاً أصغر من ذي قبل، لا لتقـول الآه، فقط إنها الحقيبة *

ليست هناك تعليقات :