أسطورة في الغياب





وترحل كما النهار
بغياب أطول من عمر الزمان...
أسطورة أنت في الغياب
لا أعذار في محراب الحزن
لا صلاة في حضرة السراب
أقبض على جمرات فقدانك
فيضيع مني معنى الحياة 
وتموت القصيدة
فما عادت قهوتنا
تكتب الحروف
وما غدا لنا بين الأمكنة مكان
وما عدت أراقص الفجر 
بأبجديات اسمك 
على ثنايا الجدران 
وفرغ المِحْراب 
وما عاد لتراتيلنا صلاة
ولا لتلك الأنشودة عازف
ولا لسنديانة الذكرى زمان
فقد طال درب الفراغ
فلا أنت هنا 
ولا أنا في ذاك المكان 
فقد تعب الزمن منك ومني
وأضنانا الصمت والكلام 
لا صباح، لا مساء
لا شرفات انتظار 
لا منتورة الحلم تكبر 
ولا زهرة تشرين 
تصافح الأحلام 
حزين طيفي
وهو يتسلل عبر نوافذ 
الأقدار 
يمدّ النظر ليسرق لحظة 
ليكتب حرفاً
ليسمع صدىً
ليعبر جسراً
ليمضغ حزناً 
أرهق القلب
فكان ما كان 
وأغلق الريح النوافذ
وتاه عمر الطيف
بين ركامات الضياع
آه من الضياع 
آه من خطىً على الرمال 
فقد بنينا الحلم هنا 
وضاع اسمنا 
من كل عنوان 
عد يا مهد الذاكرة 
عد يا سجّان
فما أنت سوى 
أسطورة في الغياب

ليست هناك تعليقات :