المختلط ..رواية جيدة لكاتبة جديدة...بقلم فاطمة الزهراء فلا



صدر حديثا عن دار الثقافة الجديدة للنشر والتوزيع رواية "المختلط" للكاتبة الشابة داليا أمين أصلان
والتي تمت مناقشتها  في اتحاد كتاب مصر فرع  ا لدقهلية ودمياط , ناقشها اديب مصر الكبير فؤاد حجازي وشارك في المناقشة د أشرف حسن , فرج مجاهد , وممدوح رزق , ومحمد الشربيني ودرية الكرداني , في البداية وحبت الشاعرة فاطمة الزهراء فلا رئيس الفرع بالسادة الضيوف وبالكاتبة التي تسرع لتنضم للأدباء الذين يترجمون حركة البشر والتاريخ ..يقول الأديب فؤاد حجازي في البداية ,: 
تتناول الرواية تاريخ عائلة من الطبقة المتوسطة٬ لها لقب وتاريخ من قبل انتقالها إلى حي "المختلط" بل إن انتقالهم للمختلط في حد ذاته له قصة استطاعت داليا أن تحكم قيضتها علي القصة بسلاسة وانتقل مععها القارئ في أجواء مثيرة ومتحركة عبر الزمن الآتي والماضي , الرحب المتسع , القلق , الساعي لكشف عوالم جديدة.... في القصة تخلصت الكاتبة من مدلول الأدب النسائي , فلم تسرد قصة تشكو فيها من حمل أنوثتها  . والمتابع لمصطلح والكتابة النسوية  تتوزع عندها على ثلاثة مواقف، أولها الرافضة كلياً له وقد تميزت المرأة الكاتبة بالمسارعة إلى هذا الرفض منذ بدايات طرحه للتداول وكان هذا الموقف غريباً، ويعبر عن حساسية خاصة تجاهه لاسيما عند الجيل الذي استطاع أن يحقق حضوره الأدبي ويكرس شهرته أدب يعبر عن تمرد المرأة على الواقع الاجتماعي والثقافي القائم، وعلى سلطة المجتمع الأبوي وتقاليده المختلفة، التي تحول دون تحرر المرأة وانطلاقها، وتعبيرها عن ذاتها، ووجودها ومشاعرها، حيث كانت المرأة هي بطلة قصصها ورواياتها بامتياز.
الموقف الثاني تمثل في الوسطية، فهو يقر من جهة بخصوصية التجربة التاريخية والاجتماعية التي عاشتها المرأة، وطبعتها بطابع خاص، ومن جهة أخرى يرفض أن تكون هذه الخصوصية نابعة من خصوصية طبيعية تلازم المرأة، أما الموقف الثالث فهو الموقف الذي تلقف المصطلح، وراح يدافع عنه ويتبناه، ويعمل على توظيفه في الثقافة والأدب العربيين،ولكن من دون وعي نظري ومنهجي واضح ومتبلور، والحقيقة أن غياب هذا الأساس النظري والمنهجي عند الكاتبات والناقدات العربيات المدافعات عن شرعية المصطلح، لم يكن بعيداً عن حال الحركة الأدبية النسوية في الغرب، وهي الحركة التي تشكلت في نهاية النصف الثاني من ستينات القرن العشرين، في نفس المرحلة التي كانت تشهد فورة في مناهج النقد الحديثة في الغرب، مما أثر على عملية استقبال النقد النسوي، وأدى إلى تجاهله مرحلة من الزمن لاسيما في الوسط النقدي الأكاديمي..وأكمل حجازي بأم داليا كانت رائعة في حبكها للشخصيات والسرد والدين الذي حاولت أن تتناوله من خلال شخصية البطل الذي ود تناول الدين بلا تعقيدات..تتداخل داليا ويطلب منها الحضور قراءة جزء من الرواية , فتقرأ :
"قضت ود بقية حملها تعمل في البيت مع الخدم، بالطابق الأرضي، لتختفي عن عيون حماتها وضرتها. تخبز وتكنس وتطعم الدجاج، ترتب جلسة زوجها، وتطهو طعامه. لكن التعب، والاجتناب من أهل البيت كرامة للجازية، عوضه حب الشغالات. "شوقة" بالذات لتقارب السن. واحدة تنصح والثانية تدلل، والثالثة تمدح طريقتها في الحديث وإدارة العمل. كانت "وِد" تحمل معها في شوار عرسها من الزيوت والمساحيق والعطور وزينة الأيدي والرقبة والخلاخيل، ما كفي لأن تعطي كل خادمة هدايا لطيفة غريبة على فترات. تحمل أطفالهن أثناء قيامهن بالعمل عنها، تغسل وجوههم الصغيرة المتسخة حتى لا يحط عليها الذباب، وتقبّلهم، وهذا ما لم تكن تفعله أم مصطفى.
مالت دفة الأمور بين يدي الحماة، لم تجد ما تحنق به على السكندرية غير أنها هادئة جميلة، حبلى، ويحبها ولدها وأبوه، وخدم البيت. إن استمرت في الاستماع للجازية فستخسر الجميع. ثم خطر ببالها مخرجا كلاسيكيا للمأزق. طلبت من الجازية أن تسأل مصطفى زيارة طبيب قصر العيني كما فعل مع "وِد"، ربما تكون حبلى هي أيضا، أو على وشك.
الجازية كانت كالبغلة الحَرون، ترفس وتتعالى في كل عبارة تقذفها نحو زوجها، لم تكن تتحدث إليه بل تأمر. رفضه لطلبها أو قبوله لم يكن يثنيها عن سلوك الرَّكُوبَة العصيانة. فيلجأ لضربها، هي تصرخ، تسبه وتسب أسلافه واليوم الذي زوجوها له فيه، تطرق أم مصطفى الباب "سيبها يا بني.. كفاية يا مصطفى"، ويوليهم الحاج أحمد جميعا ظهره
صفق الحضور لحجازي وداليا , واستمرت الجلسة التي كانت بمثابة الحلم الذي نقتنصه من الزمن في قاعة قصر ثقافة الطفل بالمنصورة
استمر المشاركون بالتشابك بالأقلام ,فتقدم ممدوح رزق مباغتا في ورقة رائعة قرأها وسبقه أشرف حسن في دراسة قريبة جدا من قلم المرأة المبدعة , كما تداخل محمد الشربيني ينتقد بعض الهنات اللغوية والإعرابية وكذلك درية الكرداني الكاتبة واختتم فرج مجاهد حيث أجمع الحضور علي أن الرواية تستحق القراءة

ليست هناك تعليقات :