كان يمكن لفاضل جبران أن يتم حياته كالمعتاد ضمن دائرة تفكيره وأن ينهض من فراشه دون أن تبتل عروق جبينه وكان يمكن أن ينقض على عقارب الزمن أو أن يكسرها برزانة حياته..
كان يمكن أن يبقي على تصالحه مع نفسه لولا أن القيم التي تدارسها واضطر أزمانا لحفظها عن ظهر قلب وقد دونها على مفكرته وفي كل زاوية يمكن لريشته المليئة بالحبر أن تخطها ..
لولا أن تم بيعها علانية في سوق النخاسة بأبخس الأثمان ..
رغم احتضاره ..رغم آلامه وصمته المطبق الذي يطرق جدار الصدى بخطى وئيدة ما تلبث أن تجفل وتنسحب صلادتها..
رغم كل شيء كانت له حرية إطلاق المبادرات والتلويح بزيف الشعارات..
لكنه قرر أن يقف على عتبات الطريق المؤدي إلى اللاشيء...

ليست هناك تعليقات :