سكوت ها نغني بجد.....سكين يذبح الأغاني الهابطة


الانفلات الأخلاقي الذي انتشر في الشارع ساهم في رواج ما يسمي بالأغاني الشعبية التي تحمل كلماتها بعض الألفاظ والإيحاءات غير اللائقة مزيجا من الكلمات البذيئة والتعبيرات الساقطة التي تؤذي مشاعر من يسمعها، المؤسف أن سماع هذا الأغاني مفروض علي المواطنين الذين تضطرهم ظروفهم اليومية لاستقلال الميكروباص ليس هذا فقط هذه الأغاني الساقطة بدأت تجد طريقها للصغار بعد تسجيلها علي ألعاب الموبايل التي يستخدمها الأطفال مما يجعلهم يحفظونها ويرددون كلماتها دون أن يفهموا معناها
لم يكن الغناء العربي في القرن العشرين متخلفاً عن الغناء العالمي في مجال الاستعانة بالكلام الجيد وبالشعر وبالمعاني الإنسانية، وحتى بأقصى درجات شفافية اللغة في التعبير عن العواطف. وحسبنا أن نستعرض هنا مئات الأغاني التي كتبت كلماتها للغناء مباشرة، أو تلك التي اقتبست عن شعر معروف أو غير معروف. ونحن نعرف أن أغاني محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وأسمهان وفريد الأطرش قبل الخمسينيات، ومن ثم نجوم العصر الذهبي للأغنية العربية أمثال ليلى مراد، نجاة الصغيرة، شادية، فايزة أحمد، صباح، عبدالحليم حافظ، محمد فوزي،…
منذ  نحو ربع قرن، رصد النقّاد ولادة نمط جديد في الغناء العربي يختلف كل الاختلاف عن نمط الغناء الكلاسيكي والشعبي، ونما هذا النمط بسرعة، وها هو اليوم يكتسح كل ما عداه. فمن المحيط إلى الخليج، ومن المهرجانات الكبرى إلى غرف النوم، وفي سيارات المتنزهين كما في المقاهي.. أصبح هذا النمط الجديد من الغناء وكأنه الزاد الثقافي الأول للشباب والمراهقين، حتى بات يعرف باسم الغناء الشبابي . وصار هذا الغناء بدوره عنوان قضية تستدعي التوقف أمامها.
بعين فاحصة متسائلة تحاول أن ترصد قبل أن تحكم، تسعى القافلة إلى استقراء التفاصيل العملية لحركة إنتاج هذا الفن الجديد وخصوصياته، والظواهر التي يتشكل من مجموعها الغناء الشبابي السائد حالياً في البلاد العربية؛ لما له من آثار بالغة تتجاوز مسألة الذائقة الفنية؛ لتصل إلى أعماق القيم عند هذا الشباب ونظرته إلى أوجه الحياة ومعالمها. هنا حصيلة سلسلة من الجولات شارك في إعدادها كل من أمينة خيري في القاهرة، وزياد سحّاب في بيروت، وياسين عدنان في مراكش، بينما سنفرد في العدد القادم موضوعاً خاصاً بالتأثر الخليجي، ويشمل الفنانين والمتلقين، بهذا المسار الغنائي الجديد، من خلال استضافة عدد من المتخصصين في هذا المجال
هذا هو ملخص العرض الغنائي ( سكوت...ها نغني بجد ) الذي كتبت أشعاره فاطمة الزهراء فلا  وأخرجه طارق عبد العزيز بعد التجربة الناجحة ( هذه رسائلنا إمضاء الطفولة ) والذي يتعرض للنقد والتشريح لما نعيشه من إسفاف وهبوط بما يسمي تهريج الميكروباس ودوشة الشباب بلا أي طرب.
وعرفنا بالفعل في الغناء العربي، خاصة في القرن العشرين، ألواناً مما يطلق عليه في هذه الأيام الغناء الشبابي . لكنها كانت جرعات بسيطة، يقوم بها المطربون والموسيقيون الكلاسيكيون، من ضمن الإطار العام للغناء العربي الكلاسيكي، بدليل أن محمد عبدالوهاب كان يعتبر في بداياته التجديدية مطرباً للشباب، كما أن عبدالحليم حافظ ما زال حتى الآن يحمل لقب مطرب الشباب.
أما ما يسود الآن ساحة الغناء العربي، فهو ظاهرة جديدة. ولا تتشكل هذه الظاهرة من نموذج واحد، فمنها ما يحاول استلهام المراحل المتأخرة من الغناء الكلاسيكي والشعبي، ومنها ما قطع الصلة بهما نهائياً. منها ما يحرص على مستوى معين في الكلام واللحن والأداء، ومنها ما تحول إلى سلعة استهلاكية تحكمها معايير السوق لا معايير الفن. ومنها أخيراً ذلك اللون الاستعراضي البصري الذي غلبت فيه الصورة والحركة والشعر الغنائي والموسيقى، وأصبح نمطاً رائجاً على معظم الشاشات العربية، وله فضائيات خاصة به، ألا وهو الفيديو كليب .
سكوت ها نغني يرصد واقعا مؤلما لتشكيل الوجدان المصري ببصمة بشعة يخرج معها جيل بلا حس وبلا ذوق , غناء يساعد علي تهيئة الغريزة لنيل كل ما تطلب , فينتشر الاغتصاب  وتكثر السرقات بلا أي وازع ضمير.
سكوت هانغني صرخة جديد تستغيث من الفن الهابط برؤية شاعرة وخرج تمرسا في ابتكار رؤي فنية جدية بفريق عمل من المواهب تساهم في توصيل الرؤية بشكل إبداعي راقي 

ليست هناك تعليقات :