بأمر الحب الجنية تعود للبحر علي أنغام السمسمية....فاطمة الزهراء فلا

تزينت تكحلت فتاة من بني البشر
أعتلت صهوة الجواد فتطاير منها البريق من الحسن , فغار منها القمر
أبهرت أشراقتها العين حتى الشجر
لاحت النظرات منها فركع لها القلب وأنطقت الحجر
من يدي أمسكني شقيقي كأني طفلة في العاشرة تعشق ضي القمر
عبرت بجوادها وطارت فوق البحيرة وشاركت السمر 
رآ ها السمك فقبل الريح ونسي الجنون وطرح الربيع الثمر 
هي جنية البحر التي عشقت الغربة , وخطفها إنسان , أغرقها بكل الذهب واللآلئ وتناست البحر في لحظات الحب , ولم تكن تعلم أن قلبها لا يزال معلقا في قاع الصخر ..تعشق حبيبها الأول , فباتت مقهورة تسهر ليلها , حزينة تناجي بنات الحور والأحلام , وتشكو أوجاع القدر , وتكتب الحكايا والقصائد لعلها تعود زهراء مدينتها , لكن كيف تعود وقصائدها وضفائرها تنتظر أن يغفو القمر , فتتسلل علي أطراف أصابعها ووتلتقي الحبيب الذي هجر , وأين يا قلبي المفر ؟
قصائد طارت بي وآلاف الأفكار وأنا في طريقي من الغصنة حيث منزلي إلي بيت ثقافة المطرية , مشاعر الطفولة تداهمني , والغزل الذي كنت أسمعه من الصغار حين يصفوني بجنية البحر , وحينما سألت نينة وداد عن الجنية أخبرتني
بأن الآلهة (أفروديت) آلهة الجمال والحب والآلهة (فينوس) آلهة الخصوبة والإبداع قد خُلقتا من زبد البحر.. وبالتالي فإن الحياة بدأت من البحر.. ومن هنا كان أصل الحوريات.. أسطورة أخرى يونانية قديمة وشهيرة تقول أيضاً بأن شقيقة الاسكندر الأعظم تحولت بعد وفاتها إلى حورية بحر وعاشت في بحر إيجه.. حيث كانت تطلب من البحارة على أي سفينة تمر في البحر أن يجيبوها على سؤال واحد (هل الملك الاسكندر على قيد الحياة؟).. وبدورهم عليهم أن يجيبوها إجابة واحدة فقط (يعيش ويسود وينتصر على العالم).. وكانت تلك الإجابة الوحيدة التي تجعل الحورية تهدأ وتُبقي مياه البحر هادئة لتسمح لهم بالعبور.. أما من يجيب بغير ذلك فقد كان يُسبّب غضبها فتثير عاصفة رهيبة تكون نهايتها غرق السفينة وموت من عليها.هكذا كنت أنا لو عرفت بأن الناس في مدينتي سعداء أفرح وتنابني رعشة أكتب القصائد والدواوين , وكانت أشهر قصائدي ...مدينتي بلا عيون ...فنجومها عيون والناس فيها لا تخون...هي الجنية التي تتلبسني طول ا لوقت وتشتهي لحظة لقاء البحر , هي النداهة التي نادتني وظلت تدور وتلف معي حيث جنوني , 

علمني البحر الصفاء حين يهدأ والجنون حين يثور ...هي طبيعتنا المطراوية , لكنهم رائعون.
اليوم أذهب لأسرتي في قصر ثقافة المطرية الجنية تعود متأبطة ذراع الشقيق الأكبر محمد فلا ,’ يزفها الفنان خالد الشناوي وجمال درويش وطاهر رجب , فتتقافز فرحا وطربا , ترقص كطفلة تحمل حلة السمك فوق رأسها وتقفز نفسها في المركب لتذهب إلي ابن سلام وأسرتها تتبعها الأخوال والأعمام ليلتفون حوله يباركون الخير والرزق , الجنية يزفها الأصدقاء بالعزف والغناء , لم تعتذر ولكن رسولها كان الغناء , لم يعاتبوها , لكنهم احتضنوها...أضأت بيتك وها هو شمع الأمل يتغني بالشعر والحب والضياء .
ما أروعهم فاطمة سالم وعاطف عميرة وشقيقي مم
دوح طنطاوي الذي جعلني ألعن لحظات الغباء حين الفراق , والشاعر شادي عرنوسوالبطل فتحي جلال...معزوفة حب كبيرة بحجم البحر الذي علمنا الحب يأتي صوت المثقف أحمد عميرة مباركا عودة الجنية التي تربت وشبت في أحضان البحيرة.
هو البحر ....هو
وشوشة القواقع في أذني
أعطاني البحر أسرار القصائد
..بل انه الخط الذىرسم حدود تكويني.. و اتساعه ..
المسارات التى تتهادى مركب جدي وأعمامي..
و رقصة الشمس حول نفسها حين العودة والدندنة ...عشان العيلة افرجها يارب ..
هو الضوء الذى ترانا به النجوم .. ملاطفة ايانا فى الليل ..
هو وجوه القمر ..

و دغدغة رمش الصغيرعلى كفى عند احاطتى بوجهه ..

سمعناه جميعنا فى حفيف الشجر و وشوشة قواقع يرسلها البحر
نعم هو الذي علمنا العشق حتي وإن كتب الموت علينا ويكفينا أنا قبرنا بأعماقه ..

ليست هناك تعليقات :