بين جزر نبضي تتجول....فاطمة الزهراء فلا

كأن الأيام تنصب 
كالحبر في المحبرة 
أرقص داخل حلمي ..
مثل فراشات الحدائق 
أغازل الصياد
مثل جنية البحر
حين تريد الحب
بلغة الفطرة تنادي
تقتفي الشوق الذائب
في غرف القلب المغلقة
سأرقص مثل برتقالة
فوق أشجار العشق
وربما تنهك خطواتي
فـأســقط ..
فتتلون الكرة الأرضية
بنفسج و أخضر وأحمر
أنثي ترقص فهل تعترضون ؟
وحين ترهقني حركاتي
وأتصبب عرقاً
سـأســقط ..
لن تُجدي معي أدوية
ولا أطباء
ولا تعاويذ العرافين
والســــحرة
سـأهدأ قليلاً
وأعود وأرقص
فأراك بين البساتين
شجرة
فأجري أقبع في ظلها
طيفاً يملأ كل مسافات
روحي الشاغرة
أحـــسك
بين جزر نبضي
وتدفق أشواقي
أصعد .. أهز نخيلي
فيلقي بالثمرات
فــآكـل
إن تمنحني الغربة أرقص
انتظر حقائب المطر
لترويني حين تعود
شوارع قلبي تزداد ظمأ ..
رغم شتاء أغرق
كُل مساءاتي
لكنك تصر علي أن تمنحني
الغربة والسفر والحلم
الضائع .
سأعود حبيبه تصبغ شعرها بالحناء
وتوشم حواجبها التي سرقها الزمن
سأجدل من الريح ضفائري
الحزينة من طول الانتظار
وتبقي بيننا الرسائل
كما تري عرجـاء
مريض قلبي
يختلط دمه بالدمعات والشوق ..
يا حمام الدوح بلغ حبيبي
بأني أصبحت أسيرة
للزيف والكذب واحتراف الكلام
بزغ النهار وصعدت الشمس
لتدفئ الشوارع الباردة
وتنير الطرقات
رغم أنف الذين خبأوها
وفي الزجاجات الفارغة
خرجت تتسحب
علي أحراف أصابعها مرة أخري
رغم جرحها الذي يئن
في حارات البائسين
ناديت جارتي الحسناء
ماذا فعلت في المساء ؟
لم ترد أشاحت عني بوجهها
صبية حسناء عارية الرداء
يا بنيتي الموت أهون
من غبار المذلة
ماذا لوغدوت بلا أحلام
ضائعة في قلب الزحام
يهرب منك الصباح ولا يعود
يصادقك الليل وهواجس الظلام
يدهسك شموخ العزة والكبرياء

قالت من خلال دمعاتها :
اسمعوني الآن قد تفتقدوني
منذ عشرين عاما
كنت طفلة تلعب بالدمي عذراء
وحين داهمني ثمر الجمال
كتب الرجال في حبي الأشعار
وتغزلوا وتسابقوا...
ودون أن أدري أصبحت غانية
أفرح بكلمات الغزل
والغواني يغرهن الثناء
فمعذرة ومثلي لا يعتذر
ولا يأخذ الحذر
مالي يد فيما جري
والحقيقة الواضحة أنني بشر
يقول المغني في بلاهة
يا سيدتي أنت القمر
مقولة غريبة
يعزفها الناي تارة
ثم تئن في الوتر

ليست هناك تعليقات :