هل عادت تمرحنة للأحباب ؟....بقلم فاطمة الزهراء فلا



حالة من العشق تتلبسني في جنتي , الأحلام الساكنة تتحرك في الصدر المسكون بجنية البحر , وكأنهم انتزعوني من حضنها نزعا وأنا لازلت أرضع من ثدييها , لم أكن أن الغربة والبعد عنها دمار , لم أكن أعلم أن الريش الذي كنت أضعه علي جناحي وأطير , تركته عند البحر , فتناثر , الغربة علي أمل اللقاء وسألته :
أترى سيمهلنا الزمان كي نعود ونفترق؟
أترى تضيء لنا الشموع ومن ضياها نحترق
أخشى على الأمل الصغير أن يموت ويختنق
اليوم سرنا ننسج الأحلاما
وغدآ سيتركنا الزمان حطاما
فعلا تركتني الغربة للدموع والحنين لأغنية أبو علي الصياد الذي يعشقني دون غيري...يتغير وجه الغربة , يتلون بألوانها المرة , فأصبحت أشرب القهوة وأتلذذ بعذابها , وأكتب أشعاري الحزين ة التي تلوح في المواني , والمراكب التي تستعد بالقلوع للإبحاربلا رجوع , قد يغرق من فيها ونظل نبكي الغياب..وتمر السنون والعمر يذبل في عيوني, والشوق ملاح تائه غريب بلا رفيق ولا أنيس. وشموعي تذوب راحلة تسأل هل مات الأحبة ؟ أكلتهم الجنية ؟ أتأرجح ةدوما بين أغنية تنوح وبين أبيات شعر تجعلني أطير وحلمي العنيد يطرق الباب , فأسرع لاحتضنه , فإذا به يراوغ كالثعلب ويدعي الموت ثم يعود.
ومارس يأتي في الربيع ..., ثم يأتي ديسمبر ..ينسينا أننا في الغرف المغلقة..كالعلب المظلمة،ليسَ لنا من المروءَة أيُّ مكان
سوى مكانٌ واحد يتكسرُ منا في الأعماق...القهرّ..الظلم..والقامةُ تنكسر
في هذا الزمن الرديء..هناك عامٌ جديد
عامٌ يجيء إلينا..بحلمٍ لن يتحقق يرقص رقصة العبيد , مذبوحا.
ووطنٍ ما عادَ لنا..
تغرّب باحثاً عن مواطنٍ على قيدِ الوعي،والصفاتْ
بحثُـــه ما زال جاريا..أبحث عنه وعن الحب لذي يظل مشتعلا حريقا في دمي ولا يتوقف عن النبض المعذب والليلة أخلع رداء الغربة وبين الأهل أغني يا تمرحنة ولا أخاف فأنا بينهم لا يغازلني أحد , لقد شابت الأيام في عمري ولم يعد فيها إلا القليل تغنت تمر حنة التي ضاعت في المولد سنوات ولكنها كانت تحن يوميا وفي كل لحطة للوطن الذي تربت في بحره وملحه وقواربه وشنبات الرجال
أنا في ابتساماتي عُرِفتُ ولم أزل حتى أتاني ما ينغّص بسمتي إن أسعفتني دمعتي في فرحتي أنزلتها طرباً لأرسم بهجتي أو أسعفتني بالبكاء مرارة تتسابق العبرات تهجر مقلتي واليوم أفرغ دمع عيني بالبكاء ندماً على ما كان مني ويلتي جفت دموعي من فواجع ما أرى لكن صبري في الشدائد قوتي...
علمتيني القوة والفن والإبداع يا مطرية وأنا أكون الأكثر عزة وكرامة وجرأة في الحق , البحر علمني الشجاعة , فنوات البحر تقلع الأشياء من جذورها , لكنني تعلمت أن أكون أقوي من النوات ومن الأنات.
الليلة تغنيت يا تمرحنة ولم أخف , رغبة كنت أتمناها ولم أغني إلا بين عزوتي وهل بعد الإهل قوة ...وهل تعودين يا تمرحنة ؟...

ليست هناك تعليقات :