أما زلت تذكرني ؟!
















أما زلتٓ تذكرني
وأنا أعبر ذاك المساء الحزين
حاملة قنديليٓ الخافت 

ودفترأ أخبئ فيه فؤادي
ومداداً من بعض روح
لأكتب في عمرك فيّ قصيدة
أو في عمري فيك رواية لا تموت
أتذكر حينها
كان الحرف يبكي
بين يدينا
وكنتَ تقول للزمن متوسلاً
قف هنا ولا تفنى
فعندي أحلام لا تعلّقها
على مقصلة الموت
فيصخب الزمن منا ولا يعود
ويروح كلانا والمساء
لتلك الطرقات
نرسم على الأرصفة حلماً
لتعود للقصيدة أبجدياتها
وللرواية أبطالها المغيّبين
لكن أنت الذي غدا
وما عاد
جاءت الغيمة
والضباب الذي يلهمنا السلوى
وغبت أنت
منذ ألف عام
وأنت تغيب
وبقيت قصيدتنا على الأبواب
تئنّ من حزنها الطويل
والرواية لم يعد لها أبطال
يروون حكايات
العمر الجميل
حتى مات المساء
ولم يعد الرعاة
وبقيت الحاكورة
مقفرة من الحكاية
ولم تغنِّ العصافير
ألم أبُحْ لك ليلتها
بذاك الحزن؟
أما زلتٓ تذكر
وجعيَ البعيد؟
أما زالت تلك الأرصفة
وحيدة دوننا؟
آه يا جسور الملتقى
ما عدنا لك
وما عادت تلك الحكاية
تسطّر في سفر الأزل
أو تُحبّر بدمنا في خطى
الطريق

هناك تعليقان (2) :