شهرزاد. معمر بختاوي
شهرزاد.
الزمان : في صيف الماضي.
المكان : في المرسم.
(كنت أتجول في أحد المراسم لأحد الفنانين التشكيليين الكبار، واستوقفتني شخصية شهرزاد وأختها دنيا زاد، فدار الحوار بيْنَنا)
شهريار : أنت الشخصية البارزة في هذا المرسم؟
شهرزاد : (متأسفة) منذ تركتك يا شهريار وأنا أدور بين المراسم حتى أخذني هذا الرسام إلى مرسمه؟
شهريار : أنت محظوظة؟
شهرزاد : لماذا؟
شهريار : أرى أن الفنان يرسم النساء عاريات ماعدا صورتك؟
شهرزاد : قلت له: دعني بلباسي وأحكي لك كل يوم حكاية؟
شهريار : لماذا لم تعودي تحكين كما كنت في ذاك الزمان؟
شهرزاد : مرّ ذلك الزمان بلياليه الملاح، وكنت أحد رموزه يا شهريار.
شهريار : أرى الفنان اهتم بك كثيرا وأعطاك مكانة بارزة، ووهب لك الألوان والخطوط المتناسقة أكثر من الشخصيات الأخرى.
شهرزاد : أنا لي قرابة مع هذا الفنان...
شهريار : وأية قرابة؟
شهرزاد: لا أظن ستعرفها... تتعلق بالجمال الروحي.
شهريار : حقا أنت جميلة، بل فاتنة؟
شهرزاد : الجمال نسبي، ما هو جميلٌ في عصر قد يكون غيرَ ذلك في عصر آخر؟
شهريار : وكيف اعتنَى بِكِ كلّ هذا الاعتناء؟
شهرزاد : عن طريق المظهر، وكثرة الألوان.
شهريار : أرى رجالا يحوّمون حولك، غير مبالين بأختك دنيا زاد ولا بكيلوباترا ولا بلقيس...
شهرزاد : كلّ هؤلاء الرجال يُراودني عن نفسي، يريدون للشهوة؟
شهريار : حتى الفنان الكبير كان يراودك؟
شهرزاد : للأسف حتى هو؟ انظر إلى ذلك الشخص؟
شهريار : أين هو؟
شهرزاد : صاحب المفاتيح الكثيرة الذي على يمينك..
شهريار : رأيته.
شهرزاد : من الشخصيات المعروفة في هذا البلد، ترك امرأته حاملا وجاء لِيلْهو مع الأخريات؟
شهريار : كيف عرفت بأن امرأته حاملا؟
شهرزاد : عن طريق أختي دنيا زاد؟
شهريار : أدنيا زاد أختك؟
شهرزاد : هي شقيقتي الصغرى... انظر خلفك؟
شهريار : أين؟
شهرزاد : خلفك مباشرة؟
شهريار : هذا رجل معروف في الأوساط المالية؟
شهرزاد : هو الآخر "بسّل عليّ".
شهريار : يا شهرزاد مثلكن يجب أن تلبسن الخمار؟
شهرزاد : لماذا؟
شهريار : اتقاء الفتنة؟
شهرزاد : والغرور الذي في داخلي كيف أُغذيه؟
شهريار : الغرور... الغرور سَيقْتُلُك الغرورُ يوما ما.
ليست هناك تعليقات :