برناردشو .. علا السردي
برناردشو صديقي .. تعارفنا منذ سنتين تقريباً
، دعوته ذاتَ صيفٍ لزيارتي في الأردن ، لم يتردد في الحضور ..... بدأنا يومنا بتناول
طعام الإفطار في مطعم ( هاشم ) .. كانت الأنظار تحوم حول الضيف الغريب و كثيرٌ من الهمهمات
تتصاعد مع أبخرة أباريق الشاي .. فرغم أن برناردشو كان إشتراكي الفكر ، إلا أن ذقنه
الطويلة كانت توحي بغير ذلك .. بعد أن انتهينا طلب مني أن آخذه بجولةٍ في ( وسط البلد
) .. مررنا بسوق ( السكر ) لفت انتباهه أصوات الباعة فسألني ماذا يقولون !! .. أجبته
: إنهم يغنون .. هز رأسه معبراً عن إعجابه بهذا الفن ، رغم أن أصواتهم كانت كفيلةً
بإحداث هزةٍ أرضية تبدأ من عمان و تنتهي في القاهرة .. ثم مررنا بأطفال يبيعون ( العلكة
) فسألني : ماذا يفعل هؤلاء الأطفال !! قلت له : هذه حصة دراسية ، تقوم المدرسة فيها
بإخراج الطلاب إلى الشوارع حتى يتعلموا الإنخراط في المجتمع ، ويكتسبوا تلك السمرة
الشرقية التي تميزنا .. هز رأسه مجدداً معجباً بأفكارنا ، و في لحظة باغتني أحد الأطفال
( عمو إشتري مني الله يخليلك حبيبتك ) .. قلتله ( إقلب وجهك وله لأرقعك كف أطيرلك صف
سنانك ) .. ثم استدرت نحو برناردشو المبتسم ( زي الهبيلة ) ومضينا بعد ذلك إلى اللويبدة
و جلسنا نحتسي القهوة .. أبدى برناردشو سعادةً غامرة بما رآى .. كان يظن أن الفلافل
نوعٌ من أنواع البرغر و المتسولون يجمعون التبرعات للجمعيات الخيرية و تلك الرقعة في
بنطالي هي ( موضة ) ..
برناردشو هو صديقي على ( الفيسبوك ) ..
أسمته أمه برناردشو تيمناً بالساخر الكبير جورج.
قمت بحظره منذ أسبوع ، حين أخبرني أنه سيزور
الأردن مجدداً و أبدى رغبةً في زيارة مجلس النواب ، كان من الصعب علي أن أعده بذلك
.. لأنه لو حضر إحدى جلسات مجلسنا الموقر لسكنته روح جورج برناردشو لتحوله بين ليلةٍ
و ضحاها إلى كاتبٍ ساخر ... ، خاصةً أنه قد تعلم اللغة العربية قراءةً و كتابةً و
( شتماً ) .
ليست هناك تعليقات :